إختلف العلماء في ليلة القدر إختلافاً كثيراً وتحصّل من مذاهبهم في ذلك ستة وأربعين قولاً ذكرها الحافظ إبن حجر العسقلاني في كتابه <<فتح الباري بشرح صحيح البخاري >> بالتفصيل .....
الأحاديث
جاء في صحيح مسلم حديث رقم (762) عن زرّ بن حُبيش قال: سمعتُ أ بيّ بن كعب يقول : وقيل له إنّ عبدالله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلةَ القدر فقال أبيّ والله الذي لا إله إلا هو إنّها لفي رمضان يحلف ولا يستثني ووالله إني لأعلم أيّ ليلة هي ،، هي الليلةُ التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها..[هي ليلةُ صبيحة سبعٍ وعشرين وآمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاعَ لها>
رواه مسلم في صحيحه والبيهقي4/312 وابن خزيمة رقم الحديث2191والبغوي1828 وهو مخرّج في (صحيح أبي داود1247)
أنظر كتاب قيام رمضان وقال بعد سياقه هذا الحديث ( وهي ليلة سابعٍ وعشرين من رمضان على الأرجح وعليه أكثر الأحاديث... منها..... وساق هذا الحديث
وقال ورُفع ذلك في رواية إلى النبي صلى الله عليه وسلم...انتهى كلامه
قلتُ وفي رواية عندالترمذي وابن خزيمة عن زر قال قلتُ لأبيّ بن كعب أنّا علمتَ أبا المنذر أنها ليلةُ سبع وعشرين ؟؟ قال : بلى ، أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلةٌ صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شعاع ( فعددنا وحفظنا والله لقد علم ابنُ مسعود أنها في رمضان وأنها ليلة سبع وعشرين ولكن كره أن يخبركم فتتكلوا) رواه الترمذي رقم 793 وابن خزيمة 2193 وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
ورواه أبوداود في سننه رقم (1378) نحوه وهو حسن صحيح
قال الحافظ إمام أهل الحديث في عصره النووي رحمه الله بعد حديث أبي ّ وهذا أحد المذاهب فيها ......إلى أن قال وأكثرهم أنها ليلة معيّنة لا تنتقل ..انتهى بتصرف
وروى أبوداود في سننه (1386) عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال : "" ليلة القدر ليلةَ سبعٍ وعشرين"" ورواه ابن حبّان في صحيحه وصححه ابنُ عبد البر وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رجاله كلهم رجال الصحيح
وقال الحافظ بنُ رجب في كتابه {لطائف المعارف }صفحة 360 ...وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان منكم متحرّيها فليتحرّها ليلةَ سبع وعشرين"
أو قال " <<تحروها ليلة سبعٍ وعشرين"" يعني ليلة القدر
قلت ُ وقد رواه الهيثمي في كتابه مجمّع الزوائد 3/176 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح"
قال ابن رجب ورواه شبابة ووهب بن جرير.........
ورواه حمّاد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمرقال كانوا لايزالون يقصّون على النبي صلى الله عليه وسلم أنها الليلةُ السابعة من العشر الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أرى رؤياكم قد تواطأت أنها ليلةُ السابعة في العشر الأواخر ، فمن كان متحرّيها فليتحرّها ليلةَ السابعة من العشر الأواخر"" كذا رواه حنبل بن إسحاق عن عارم عن حمّاد..وكذا خرّجه الطحاوي عن إبراهيم بن مرزوق عن عارم
وفي مسند أحمدبن حنبل المجلد الأول عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ رجلاً أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : متى ليلة القدر؟ فقال من يذكرُ منكم ليلةَ الصهباوات؟ قال عبدالله :أنا، بأبي أنتَ وأمي! وإنّ في يدي لتمرات أتسحّر بهنّ مستتراً بمؤخرة رحلي من الفجر وذلك حين طلع القمر
وخرّجه يعقوب بن شيبة في مسنده وزاد"" وذلك ليلة سبع وعشرين" وقال صالح الإسناد..
والصهباوات موضع بقرب خيبر
وفي المسند أيضاً من وجه آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ ليلةَ القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان"
قال الحافظ إبن رجب وإذا حسبنا أوّل السبع الأواخر ليلة أربع ٍ وعشرين كانت ليلةُ سبع وعشرين نصفَ السبع ، لأنّ قبلها ثلاث ليالٍ وبعدها ثلاث ليال.. وممايرجّح أن ّ ليلةَ القدر ليلةُ سبع وعشرين أنها من السبع الأواخر التي أمرالنبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها فيها بالاتفاق......
إلى أن قال _ رحمه الله_ وهذا كله يدلّ على تأكدها على سائر أفراد السبع والعشر ،وممايدل على ذلك ما استشهد به ابن عباس بحضرة عمر رضي الله عنه والصحابة معه واستحسنه عمر رضي الله عنه وقد رُويَ من وجوه متعددة
فروى عبدُ الرزاق في _مصنفه_ عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول قال ابنُ عباس رضي الله عنهما دعا عمربن الخطاب أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر قال ابن عباس فقلتُ لعمررضي الله عنه : إني لأعلم _ أي ليلة هي..قال عمر وأيُ ليلة هي؟؟ قلتُ سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر فقال عمر رضي الله عنه ومن أين علمتَ ذلك؟ قال فقلتُ إنّ الله خلقَ سبع سماوات وسبع أرضين وسبعة أيام وأنّ الدهر يدورُ على سبع وخلق الله الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطواف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع لأشياء ذكرها فقال عمر رضي الله عنه : لقد فطنتَ لأمرٍ ما فطنّا له
وروى ابن عبد البر بإسناد صحيح : من طريق سعيد ابن جبير قال:كان ناس من المهاجرين وجدو على عمر في إدنائه ابنَ عباس ،فجمعهم ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا فيها....فقال عمر :يابن عباس تكلم،فقال الله اعلم ،فقال عمر:قد نعلم أنّ الله اعلم ،وإنما نسألك عن علمك،فقال ابن عباس رضي الله عنهما:إن الله وتر يحب الوتر،خلق من خلقه سبع سماوات فاستوى عليهن،وخلق الارض سبعا،وجعل عدة الايام سبعا،ورمي الجمار سبعا،وخلق الانسان من سبع،وجعل رزقه من سبع،هذا أمر مافهمته،فقال:ان الله تعالى يقول:(ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين)سورة المؤمنون*حتى بلغ آخر الآيات ، وقرأ(أنا صببنا الماء صبا .ثم شققنا الأرض شقا.فأنبتنا فيها حبا.وعنبا وقضبا.وزيتونا ونخلا.وحدائق غلبا.وفاكهة وأبا.متاعا لكم ولأنعامكم.)،ثم قال:والأب للدواب .
وخرجه ابن سعد في طبقاته عن اسحاق الأزرق ،عن عبد الملك بن أبي سليمان ،عن سعيد بن جبير فذكره بمعناه،وزاد في آخره :قال:وأمّا ليلة القدر فما نراها إن شاء الله ،الا ليلة ثلاث وعشرين يمضين أو سبع وعشرين يبقين"