الحاسد لا يحكم إلا عليك ولايرضى بحكمك ولا يسعده منك شيء ولايعجبه كلامك ولا مالك ولا ولا ولدك ولابيتك ،،، ومهما اجتهدتَ في إرضائه فلن يرضى عنك ،فلا تطمع في مودته ،ولا تأنس بقربه ،وعمِ عليه أمرك وابتعد عنه، فإنّ جمرة العداوة كامنة في صدره، ولا يُذهبها إلا ذهاب مالك وذلتك ووقوع أقسى العقوبات بك وأفظع الكوارث وأشدّ المصائب ، وهو مع صروف الدهر عليك ، ومساعد من عاداك ، ومحب من سبّك، ومعين من اغتابك ، وصديق من ذمّك...
محاسنك لا تزيدك عنده إلا سوءاً ومقتاً ، فأنت عنده مُذنب لا توبة لك حتى تنخلع من مواهبك وتنسلخ من صفاتك الحميدة ،يكبّر أخطاءك ويرتع في عرضك ، ولكن يكفيك نصراً ما هة فيه من ألم
قال أبو الطيب :
إني وإن لمتُ حاسدي فما *** أنكر أني عقوبة لهموا