قال الأصمعي : مررت بامرأة ، و قد وقف بين يديها ابن لها يريد سفراً ، وهي توصيه ، فقالت : " اجلس أمنحك و صيتي و بالله توفيقك ، و قليل إجدائها عليك أنفع من كثير عقلك : إياك و النمائم فإنها تزرع الضغائن ، ولا تجعل نفسك غرضاً للرماة فإن الهدف إذا رمي لم يلبث أن ينثلم ، ومثل لنفسك مثالاً فمااستحسنته من غيرك فاعمل به وما كرهته فدعه واجتنبه ، ومن كانت مودته بشرّه كان كالريح في تصرفها .
أي بني إذا هززت فهز كريماً فإن الكريم يهتز لهزتك ، و إياك واللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها ، و إياك و الغدر فإنه أقبح ما تُعومل به ، و عليك بالوفاء ففيه النماء ، وكن بمالك جواداً ، و بدَينك شحيحاً ، ومن أعطي السخاء و الحلم فقد استجاد الحلة ، انهض على اسم الله " .