علمنا أن سنن الفطرة عشرة :
أولها : الختان :
ما هو الختان ؟؟؟
الختان هو قطع قطعة الجلد التي تغطي رأس الذكر للصبي أو قطع قطعة الجلد التي تغطي فرج المرأة و
و القطع له سبب و هدف :
فأما في الصبي :
فيقطع قطعة الجلد التي تغطي الحشفة
الحشفة : هي رأس الذكر التي هي آلة إخراج البول عند الرجل أو عند الذكر
و سبب هذا القطع عندئذ :
ألا تجتمع الأوساخ و النجاسات تحتها , فالصبي الصغير يولد من بطن أمه و على ذكره ( منتهى مجرى مخرج البول ) قطعة جلد زائدة تغطي رأس العضو فهذه القطعة يستأصلها الطبيب ثم يرجع الجلد عن رأس الذكر و يربطه حتى لا يعود الجلد مرة أخرى فيغطي الحشفة , فتقطع تلك القطعة من الجلد لئلا تجتمع النجاسات تحتها لأن هذه القطعة لو تركت فعند خروج البول يصتطدم بها فيخرج البول خارج الجسد و يبقى قطرات البول محشورة بين قطعة الجلد هذه و الحشفة و هذا يؤدي لتجمع الميكروبات و نمو الجراثيم فيضر طبيًا و صحيًا و أيضًا يضر شرعًا لأن الإنسان يعتبر في هذه الحالة عليه نجاسة و يعتبر يصلي و هو حامل للنجاسة
فالختان يفيد الذكر طبيًا و صحيًا و يفيده أيضًا من جهة الشرع و النظافة و البعد عن النجاسات و يفيد المرأة من جهة شهوتها
هل الختان واجب على الرجال والنساء؟؟؟
الجواب :
للعلماء في هذه المسألة 3 أقوال :
القول الأول :
هو القول بالوجوب على الرجال و النساء وهو قول :
الشافعي والرواية الأظهر عند أحمد :و استدلوا بأدلة كثيرة منها ما هو ثابت و صحيح و منه ما هو صحيح و ليس صريح
فمن الأدلة القوية التي استدلوا بها :
قول الله عزوجل :
( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً )
أوحينا : أي إلى نبينا صلى الله عليه وسلم
أن اتبع : ملة أبراهيم وقد كان من شريعة ابراهيم الختان
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن إبراهيم عليه السلام قد اختتن و هو ابن ثمانين كما في الصحيح واستدل الشافعية و الحنابلة في قول عندهم بما رواه أبو داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للرجل الذي أسلم :
ألقي عنك شعر الجاهلية و اختتن
فدل هذا لفظ الأمر ( اختتن ) دل على الوجوب
و استدلوا أيضًا بدليل لطيف و من عادة الشافعية أنهم لهم أدلة أصولية , لأن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ألف كتاب الرسالة
قالوا :
إن الكبير إذا لم يختت و أراد أن يختتن، فهذا الطبيب الذي سيختنه سينظر إلى عورته أم لا ؟؟
قالوا لماذا ينظر ؟؟
قالوا لما أبيح النظر للعورة دل على أن الأمر واجب , و أن لا ينظر للعورة إلا لواجب
كالمرأة حال ولادتها .. يخرج الطفل من مكان العورة و الممرضة التي تساعدها في الولادة تنظر إلى هذا , فكيف تنظر ؟؟
أبيحت للحاجة و الضرورة
فقالوا كذلك النظر لعورة المختون ما كان ليكون إلا لأن الختان واجب , لأنه لو كان سنة كنا قلنا للكبير لا تختتن
لكن لما أجزنا للطبيب أن ينظر دل هذا على وجوب الختان
وقد استدل الفقهاء على ختان النساء بحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: إن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل" رواه أبو داود.
وجاء ذلك مفصلا في رواية أخرى تقول:( إنه عندما هاجر النساء كان فيهن أم حبيبة، وقد عرفت بختان الجواري فلما زارها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا أم حبيبة هل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم؟ فقالت نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراماً فتنهانا عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل هو حلال"
وقال صلى الله عليه وسلم: " يا نساء الأنصار اختفضن (اختتن) ولا تنهكن أي لا تبالغن في الخفاض" رواه البيهقي في شعب الإيمان وجاء التعليل لهذا بأنه (أحظى للزوج وأنضر للوجه وهو لضبط ميزان الحس الجنسي عند الفتاة.) ويجب التنبه إلى أن الأحاديث الدالة على الأمر بختان النساء ومنها ماقدمناه (مختلف في تصحيحها)، ولكن ذلك لايعني نفي استحبابه فهو داخل في الختان وقد ثبت في الحديث الصحيح أنه من الفطرة، وما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ومس الختان الختان فقد وجب الغسل) فيه دليل على أن النساء كن يختتن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني : الختان سنة للجميع رجال و نساء وليس بواجب وجوب فرض ولكن يأثم بتركه تاركه،
فكلمة سنة عندهم يطلقونها على مرتبة بين الفرض والندب وهو قول الأمامين أبي حنيفة ومالك..
وقال الأحناف ..لو اجتمع أهل مصر (بلد) على ترك الختان قاتلهم الإمام، لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه.
وقال مالك : من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته،
القول الثالث :
و هو القول الثاني عن الإمام أحمد :
التفريق بين الذكر و الأنثى ..
واجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن
بقي سؤال قد يسأله أحدنا فيقول : لماذا لم يولد الطفل مختونًا ؟؟
و الجواب :
أن هذا من إبتلاء الله عزوجل للعبيد بالطاعات ليختبرهم أيهم أحسن عملاً
قال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ )
فالله عزوجل قد ابتلى إبراهيم بكلمات منها الختان .. فهذا إبتلاء و اختبار من الله .. فقام إبراهيم عليه السلام بأمر الله عزوجل , فكان من شريعة إبراهيم عليه السلام الختان و قال الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
(...... اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً) والله أعلم
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
