قالوا بأنّ دوام الحال من المحال وأنّ كل شيء بالحياة قابل للتغيير والتبديل وبأنه جل جلاله وحده الصمد... هذا كله نعلمه ونؤمن به ولكن ما لا نعلمه ولا نجد له مبررا هو أن تتحول قرية وديعة متآلفة متحابة ومتعاونة شيبا وشباباً
إلى قرية بتنا لا نسمع عنها إلا ما يحزن القلب ويضيق الصدر ويبعث النفس على الأسى والحسرة على الأيام القديمة الجميلة
كم كنا نشعر بالعزة والفخر عندما كنا نسمع عن أبائنا كيف كانوا بأيام الحصاد وما يفعلونه من أروع نماذج الأخوة والرحمة !!!
ومنذ زمن ليس ببعيد عندما كان يريد أحد أهل القرية أن يبني بيتا تجتمع شباب القرية كلها يساعدونه ؟؟؟
كم هي صورة رائعة ؟؟ والشباب ينتقلون بالشتاء من بيت لبيت للسهرة سوية متناسين خانتهم وطوائفهم ونزعات كبارهم وخلافات جدودهم !!
فما الذي تغير حتى تحولت تلك القرية الجميلة الحبيبة إلى قرية لا يمر شهر إلا وفيها نزاع بين طوائفها أو أفراد شبابها ؟؟
كادت كلمة الحق أن تكون رصاصة قاتلة لعدم حب أكثرنا لها ومع ذلك
أقول وبكل صراحة ودون مجاملة إنّ ما نسمعه يدل على جهل مطبق وجاهلية حمقاء ونزعات شيطانية بغيضة تأباها الفطرة الحنيفية والعقول السليمة والنصوص الشرعية
إنّ من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وإنّ الدفاع أو الغيرة للقريب ولو كان مبطلا دعوة منتنة تبرهن على قلوب لم يخالطها بشاشة الإيمان ونور الحق الساطع
كما أنها دليل قاطع على تدني التفكير وتشويه العقل الذي يُفترض أن يكون
مانعا لنا عن كل ما يُعاب المرء على فعله
أيها العقلاء إن آلامنا أكبر بكثير من خلافاتنا الشخصية وإن آمالنا أعظم من الوقوف عند سفاسف الأمور فعلينا أن نترفع قليلا عن حدود التفكير الضيق لنبقى إخوة تجمعنا روابط كثيرة ووشائج كبيرة فما ضل قوم إلا بكثرة خلافاتهم وابتعادهم عن تعاليم ربهم وهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم
إبنكم البار الشيخ علوان