غذوتك مولوداً وعلتـك يافعـاً
تعلُّ بما أدنـي إليـك وتنهـلُ
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبـت
لشكـواك إلا ساهـراً أتملمـلُ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
طرقتَ به دوني وعيني تهمـلُ
فلما بلغتَ السن والغايـة التـي
إليها مدى ما كنتُ منك أؤمِّـلُ
جعلتَ جزائي غلظة ً وفظاظة
كأنك أنتَ المنعـم المتفضّـلُ
فليتك إذ لم تَرعَ حـق أبوتـي
فعلتَ كما الجارُ المجاورُ يفعلُ
فأوليتني حق الجوار ولم تكـن
عليّ بمال دون مالـك تبخـلُ
ذكر عن ابنِ عمرَ - رضِي الله عنهما - أنَّه رأى رجلاً في الطواف يحمل أمَّه ويقول:
إِنِّى لَهَا مَطِيَّةٌ لاَ تُذْعَرُ إِذَا الرِّكَابُ نَفَرَتْ لَا تَنْفِرُ مَا حَمَلَتْ وَأَرْضَعَتْنِى أَكْثَرُ اللهُ رَبِّى ذُو الْجَلَالِ أَكْبَرُ
فقال: أتراني جازَيْتها؟ قال: لا، ولو زفرة واحدة.
رحمكِ اللهُ يا أمي وأسكنكِ فسيح جناته وجمعني بكِ وبوالدي وأخوتي في جنات النعيم