ذكر القالي في الأمالي قصة دخول كُثـّير عزة على عبد الملك بن مروان فقال:
دخل كثير على عبد الملك بن مروان رحمه الله، فقال عبد الملك بن مروان: أأنت كثير عزة؟ قال: نعم؛
قال: أن تسمع بالمُعيديّ خيرٌ من أن تراه؛
فقال: يا أمير المؤمنين، كلٌ عند محله رحب الفناء، شامخ البناء، عالي السناء؛ ثم أنشأ يقول:
ترى الرجل النحيف فتزدريه...... وفى أثوابه أسدٌهصــور
ويعجبك الطريرُ إذا تــراه .....فيخلف ظنَك الرجلُ الطرير
بُغـاث الطير أطولُها رقابا .....ولم تطل البزاة ولا الصقور
خشـاش الطير أكثرها فراخا .....وأمُ الصـقر مُقلات نزور
ضِعافُ الأسد أكثرها زئيرا .....وأصرمُها اللواتى لا تزير
وقد عظم البيعرُ بغير لُبٍّ ......فلم يستغن بالعِظم البعيرُ
ينوَّخ ثم يضرب بالهراوى ......فلا غِيَر لديه ولا نكير
يقوِّده الصبى بكل أرض .......وينخره على الترب الصغير
فما عظم الرجال لهم بزينٍ ........ولكن زينهم كرم وخير
فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه،
وأضبط جنانه، وأطول عنانه!
والله إنى لأظنه كما وصف نفسه.
__________________
قال أحد السلف
حسن المظهر ليس دليلا على حسن المخبر